Wednesday October 8, 2025
سبتمبر 21, 2025
إدانات دولية لمجزرة الدعم السريع بمسجد الفاشر
دفن ضحايا

أدانت الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ورابطة العالم الإسلامي والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا وقطر الهجوم الذي استهدف مسجداً في مدينة الفاشر السودانية بشمال دارفور وأودى بحياة أكثر من 70 سودانياً.

وأودى هجوم بطائرة مسيرة بحياة العشرات من السودانيين أثناء أدائهم الصلاة في مسجد بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، فجر الجمعة، فيما اتهمت السلطات المحلية قوات “الدعم السريع” بشن هذا الهجوم، في واحدة من أعنف الهجمات التي تشهدها المدينة منذ اندلاع النزاع.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية، عن إدانة المملكة واستنكارها للهجوم الذي تعرض له مسجد حي الدرجة بمدينة الفاشر، معتبرةً أن الهجوم انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

وقالت الوزارة، في بيان: “المملكة تؤكد رفضها لهذه الهجمات على المدنيين، وتطالب بالوقف الفوري للحرب في السودان، وتجنيب السودان وشعبه المزيد من المعاناة والدمار”.

شددت: “المملكة على ضرورة توفير الحماية للمدنيين، وتنفيذ ما تم التوقيع عليه في إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) بتاريخ 11 مايو 2023″، معبرةً عن “صادق تعازيها ومواساتها لذوي المتوفين، وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل

رابطة العالم الاسلامي

من جانبها عبرت رابطة العالم الإسلامي عن إدانتها القوية للاستهداف العنيف الذي تعرض له أحد مساجد مدينة الفاشر في جمهورية السودان، والذي أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. وفي بيانٍ صادر عن الأمانة العامة، أكدت الرابطة على أن هذا الاعتداء يُعد انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الدولية، مشيرة إلى أهمية الالتزام بالقيم الإنسانية والقوانين الدولية، بالإضافة إلى مبادئ “إعلان جدة” الذي يركز على حماية المدنيين والمرافق المدنية.

إن الاعمال العدائية التي تستهدف دور العبادة تمثل تهديدًا حقيقيًا ليس فقط لسلامة الأفراد، بل أيضًا لاستقرار المجتمعات. وعليه، أعادت رابطة العالم الإسلامي التأكيد على أهمية احترام حقوق الإنسان وحمايتها، ودعت إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المدنيين وممتلكاتهم. وأضافت الرابطة أنها تسعى جاهدة للحفاظ على الأمن والاستقرار، مبدية استعدادها للتعاون مع الجهات المعنية في السودان لتعزيز التفاهم والحوار.

كذلك، شددت الرابطة على موقفها الثابت في دعم الشعب السوداني والعمل على التخفيف من معاناته المستمرة نتيجة تلك الاعتداءات. حيث تلتزم بتقديم شتى الدعم والمساعدة لمن يحتاجها، مُعبرة عن تضامنها الكامل مع المتضررين في مثل هذه الأحداث المؤلمة. إن الرابطة تدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم تجاه هذه الاعتداءات والعمل على محاسبة الجناة، بما يسهم في تحقيق الأمن والسلم في المنطقة.

في الختام، يتوجب على الجميع إدراك خطورة مثل هذه الأعمال التي لا تمس فقط أمن الأفراد، بل تهدد النسيج الاجتماعي وتعكر صفو الحياة اليومية. إن تعزيز الوعي بالقيم الإنسانية والاحترام المتبادل بين الأديان والثقافات يمثلان خطوات مهمة نحو تحقيق السلام، وتفادي المزيد من العنف والصراعات في المستقبل. ويأمل الكثيرون أن تساهم دعوات الرابطة والمجتمع الدولي في إيجاد حلول فعالة لنشر ثقافة التسامح وقبول الآخر.

عمل وحشي

من جهته، أعرب مسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشؤون الإفريقية، عن إدانة الولايات المتحدة “بأشد العبارات الهجوم المروّع الذي استهدف المصلّين”.

وتابع: “هذا العمل الوحشي ضد أفراد يمارسون عبادتهم بسلام يذكرنا بمدى الإلحاح لتحقيق السلام والاستقرار في السودان”، مشدداً على “التزام الولايات المتحدة بدعم الجهود الرامية إلى إنهاء دوامة العنف، وحماية المدنيين، وتعزيز سلام عادل ودائم في السودان”.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان لها  السبت، إن الاعتداءات على دُور العبادة تمثل انتهاكاً صارخاً للقيم الإنسانية، واضافت أن ما جرى يفاقم من معاناة المدنيين الذين يواجهون ظروفاً إنسانية صعبة جراء الحصار والاشتباكات المسلحة.

وأكدت واشنطن، التزامها الكامل بدعم جهود تحقيق السلام والاستقرار في السودان، ولفتت إلى أنها ستواصل العمل مع شركائها الدوليين والإقليميين من أجل إنهاء دوامة العنف في دارفور وبقية أنحاء البلاد.

وأوضحت الخارجية الأمريكية أن حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين يظلان أولوية قصوى في تعاملها مع الأزمة السودانية.
وأشارت إلى أن تكرار الاعتداءات على المدنيين ودُور العبادة في الفاشر يثير القلق الدولي.

وجدد البيان، الدعوة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في المدينة

الاتحاد الافريقي

ادان محمود علي يوسف، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، بشدة الهجوم الشنيع الذي نفذته مليشيا الدعم السريع بطائرة مسيرة ة في 19 سبتمبر 2025 ضد مدنيين تجمعوا لأداء صلاة الفجر في مسجد الفاشر بشمال دارفور، والذي أودى بحياة أكثر من 75 مصلياً بريئاً.

 

وأكد محمود في بيان له اليوم أن هذا العمل الشنيع يشكل انتهاكًا صارخًا للقيم والمبادئ الإنسانية الأساسية، فضلاً عن القانون الإنساني الدولي. ويعرب عن أعمق تعازيه للعائلات الثكلى ولشعب السودان في هذه اللحظة من الحزن.

وجدد محمود دعوته العاجلة إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السودان، لإنهاء المعاناة المروعة التي تلحق بالمدنيين، تماشياً مع الالتزامات التي تم التعهد بها في اتفاق جدة بتاريخ 20 مايو 2023. ويؤكد كذلك على ضرورة الحوار السياسي الشامل باعتباره السبيل الوحيد الممكن نحو حل عادل وسلمي ومستدام للصراع في السودان.

واكدت مفوضية الاتحاد الأفريقي من جديد تضامنها الثابت مع شعب السودان واستعدادها للعمل بشكل وثيق مع جميع الأطراف المعنية – السودانية والدولية على حد سواء – لدعم الجهود الرامية إلى استعادة السلام والأمن والتماسك الوطني والاستقرار في البلا

كما أعربت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، عن إدانة الدوحة واستنكارها الشديدين للهجوم، معتبرةً أن “قصف المسجد يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي”، وتشدد في الوقت ذاته، على “رفض دولة قطر التام لاستهداف دور العبادة وترويع الآمنين”.

بدورها، نددت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، الحادث واصفة إياه بأنه “صادم للغاية”، مطالبة بتهدئة فورية، ومساءلة الأطراف المتحاربة، وضمان حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية.

وقالت كوبر، عبر منصة “إكس”: “لقد أظهرت الأطراف المتحاربة ولفترة طويلة تجاهلاً صارخاً للقانون الإنساني”.

وأدان مجلس السيادة السوداني، الجمعة، “الاستهداف المتكرر للمدنيين ودور العبادة”، معتبراً أن “مثل هذه الجرائم تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتستوجب المساءلة”، وفق ما ذكرت وكالة السودان للأنباء “سونا”.

وقالت حكومة إقليم دارفور، إن “المجزرة البشعة ارتكبتها مليشيا الدعم السريع” في مدينة الفاشر، وفق بيانها، مشيرة إلى أن الهجوم قتل أكثر من 70 سودانياً.

وأفادت “شبكة أطباء السودان”، بأن طائرة مسيّرة استهدفت المسجد أثناء صلاة الفجر، مشيرة إلى أن من بين الضحايا شيوخ وشباب وأطفال، مع تسجيل إصابات خطيرة وسط المصلين.

ونشرت “لجان المقاومة في الفاشر” مقطع فيديو يظهر أجزاءً من المسجد، وقد تحولت إلى أنقاض، مع وجود جثامين في الموقع المليء بالركام.

وتأتي هذه الغارة الجديدة في الفاشر، وسط احتدام المعارك بين “قوات الدعم السريع” والجيش السوداني، في المدينة المحاصرة